غالباً ما يُنظر إلى الإدارة وأقسام الموارد البشرية على أنهما مجرد أقسام تنفيذية، تُعنى بالمهام الروتينية والإجراءات التقليدية. ولكن في الحقيقة، هما العمود الفقري الذي يدعم تحليق المؤسسة نحو آفاق أبعد، والجناح الذي يمكن أن يحول التحديات الكبرى إلى فرص نجاح. دور الإدارة والموارد البشرية يتجاوز مجرد إدارة الرواتب والإجازات؛ إنه يتعلق بخلق روح المكان، والحفاظ عليها، وتوفير الدعم اللازم لمنسوبي الجهة، خصوصاً في الشركات الكبيرة حيث تتلاطم أمواج الحراك الإنساني كالبحر. يتطلب هذا الدور من “ملاحي السفينة” قيادتها نحو بر الأمان، وضمان أن جميع من فيها يستمتعون بأجواء الرحلة دون مخاطر.
ولكي ندرك الدور المحوري للإدارة وأقسام الموارد الشرية، دعونا نستمع إلى بعض التعليقات من منسوبي قناة العربية خلال عملية انتقالهم من دبي إلى الرياض. هذه التعليقات تكشف عن الدور الخفي للإدارة، الذي قد لا يبدو جلياً للآخرين، ولكن من يقرأ ما بين السطور سيدرك حجم الجهود المبذولة.

شهادات من قلب الحدث: دعم يتجاوز المتوقع

في التصريحات التي سيأتي الذكر عليها لاحقاً في هذه المقال يظهر الدعم الاستباقي الذي يسمح للموظف بالتركيز بشكل كامل على مهامه المهنية، مما يعزز إنتاجيته ويقلل من مستوى التوتر لديه خلال فترة حساسة كالانتقال. كما يشير إلى أن التخطيط المسبق هو مفتاح النجاح في مثل هذه العمليات الكبرى، حيث تتحول العقبات المحتملة إلى إجراءات سلسة.
يقول أحمد القرشي، مدير العمليات الإخبارية في العربية، معلقاً على الانتقال إلى الرياض:
تغير روتيني اليومي قليلًا مع زيادة الاعتماد على التخطيط المسبق في أمور ظن الشخص أنه تخلص من التفكير فيها كالمدارس والبحث عن السكن.. وترتيب الأمور الإدارية التي بفضل مجموعة MBC وإدارة قناة العربية كانت سهلة وسلسة.
الزميل القرشي يشير إلى الكثير من التفاصيل، حيث يقول: “أشرف الزملاء بقسم الموارد البشرية على أصل الأمور وأفرعها ومكَّنونا من ربح وقت التعطيلات الإدارية والتعقيدات اللوجستية لعملية انتقال مئات العائلات.. ولعل قدومي من بين أوائل الزملاء أمر يحسب لي.. متعود أن أغامر.. وها أنا في بيت العربية الجديد.. أنا من بين أوائل ساكنيه.. بحي السفارات بالرياض”. هذه الشهادة تؤكد على دور الموارد البشرية في تبسيط الإجراءات اللوجستية المعقدة، مما وفر على الموظفين عناء البحث والتخطيط، وسمح لهم بالتركيز على مهامهم الأساسية.
أما المذيعة كريستيان بيسري، فتضيف:
تعامل الإدارة مع تداعيات الانتقال، نظام العمل الذي أوجدته 5/5، التفهم الذي أحاطتنا به خلال هذه المرحلة، سهَّل كثيراً العملية، وبالنهاية الإنسان كائن يتأقلم.
ويوضح أحمد الهادي، المقدم بقناة العربية، التحديات الشخصية قائلاً: “قرار النقلة يبقى قراراً له تداعيات مهمة وأفرع لا تنتهي: السكن والمدارس، هما أهم نقطتين رئيستين تشغلان أي موظف تعوَّد على مكانه وحيِّه قبل الانتقال.. جئت بهذه الأسئلة وبدأت المحادثات اليومية حول ‘هذا الحي أو غيره’، ‘كم تبعد المدرسة؟’، ‘كم تأخذ وقتاً بالسيارة؟’.. لكن بالاستعانة ببعض الأقارب والأصدقاء في الرياض تجاوزت هذه التحديات، وتحصلت على ما يسعدني وما يجعلني مرتاحاً وأنا بالدوام، لاسيما أن تأمين الأخبار بشكل يومي يحتاج إلى أن يكون الشخص مركزاً على النشرة وتقديمها وغير مشغول بتفاصيل الحياة.. وهنا دور القناة بطاقمها الإداري واللوجستي الذي وفَّر لنا نقلة سلسة إلى الرياض”.
هذه الكلمات تسلط الضوء على الدعم اللوجستي الشامل الذي قدمته الإدارة في مجموعة إم بي سي، مما سمح للموظفين بالتركيز على أدائهم المهني دون تشتت بسبب التفاصيل الحياتية خصوصاً في وظائف إعلامية تتطلب تركيزاً عالياً مثل تقديم الأخبار وأدارتها.
دور الإدارة هنا لم يكن مجرد تقديم معلومات، بل توفير دعم لوجستي فعال أدى إلى “نقلة سلسة”. هذا يعكس استراتيجية إدارة تعي أن توفير بيئة عمل خالية من المشتتات الشخصية هو استثمار مباشر في جودة أداء الموظفين وإنتاجيتهم. إن الدعم اللوجستي الفعال هو شكل من أشكال “تمكين الموظف” في بيئة العمل الجديدة.
وأخيراً، نستعرض ما يقوله طلال المصري، مشرف فريق المصورين، على كفاءة التخطيط: “النظام المدروس من خلال إدارة ‘العربية’ والموارد البشرية وكذلك قسم موارد الأخبار لم يترك مجالاً لمواجهة أية عقبة أو تحدٍّ، باستثناء ما نواجهه على مستوى العمل اليومي، وهو ما أراه دافعاً إلى التطور وسبباً للنجاح”. هذه الشهادة تدلل على التخطيط الاستباقي والدقيق الذي اتبعته الإدارة والموارد البشرية، والذي قضى على معظم العقبات المحتملة، وحوّل التحديات إلى حافز للتطور.
: يقدم تصريح المصري خلاصة التجربة من منظور الإشراف على فريق عمل: التخطيط المحكم يقتل المشكلات في مهدها. فعندما يكون هناك نظام “مدروس” يغطي كل الجوانب، فإن ذلك يقلل بشكل كبير من ظهور “العقبات” غير المتوقعة التي عادة ما تصاحب عمليات الانتقال الكبيرة. هذا يشير إلى أن الإدارة وشؤون الموظفين لم تكن تتفاعل مع المشاكل بعد وقوعها، بل عملت على منعها مسبقاً. وهذا التخطيط الدقيق يولد شعوراً بالأمان والراحة لدى الموظفين، ويسمح لهم بالتركيز على التحديات المهنية اليومية، والتي يراها المصري “دافعة للتطور وسبباً للنجاح” بدلاً من أن تكون مصدراً للقلق

 

الإدارة والموارد البشرية: شركاء النجاح

الإدارة والموارد البشرية: شركاء النجاح

توضح هذه الشهادات أن الإدارة وشؤون الموظفين في قناة العربية لم تكن مجرد جهة منفذة لقرار الانتقال، بل كانت شريكاً استراتيجياً في تسهيل عملية معقدة تنطوي على تحديات إنسانية ولوجستية كبيرة. من خلال توفير الدعم الشامل، وتبسيط الإجراءات، وتوفير بيئة عمل مرنة ومتفهمة، تمكنت هذه الأقسام من ضمان انتقال سلس ومريح لمئات الموظفين وعائلاتهم.
إن هذا الدور المحوري يؤكد على أهمية الاستثمار في الإدارة والموارد البشرية كجناح أساسي لنجاح أي مؤسسة، فقدرتهما على تحويل بيئة العمل وتوفير الدعم اللازم لا تضمن فقط استمرارية العمل، بل تسهم في بناء ولاء الموظفين وتعزيز إنتاجيتهم، مما يدفع المؤسسة للتحليق نحو آفاق أبعد وأكثر نجاحاً.