الجدال اللي ما منه فايدة: كيف الغضب، حتى لو كان في محله، ممكن يضيع عليك مكاسبك (وكيف تكسب الجولة صح)
22 مايو 2025
كلنا عدينا بهالموقف. ذيك اللحظة في اجتماع مهم وحساس، أو في نقاش متوتر، أو لما تواجهك مشكلة كبيرة في مشروع وأعصابك تشد. تحس إن الغضب له مبرر قوي – يمكن واحد من الفريق قصر في شغله، أو عميل طلب شيء خيالي، أو الظروف كلها تحسها ضدك. في هذيك اللحظة، كلمة قاسية أو صرخة من القهر ممكن تحسها هي الطريقة الوحيدة اللي تعبر فيها عن أهمية الموضوع أو عن حقك اللي ضاع. لكن زي ما تعلم كثير من المدراء (بالطريقة الصعبة أحيانًا)، حتى الغضب اللي تشوفه مبرر، إذا ما تحكمت فيه، ممكن يضيع عليك مكاسب وفرص كثيرة.
الزبدة هي: الناس اللي فعلاً تكسب – سواء في مفاوضات، أو في البزنس، أو في الحياة بشكل عام – هم اللي يقدرون يتحكمون في ردود أفعالهم. ما يخلون لحظة مشاعر تخرب عليهم الصورة الكبيرة أو الهدف الأساسي. الموضوع مو إنك تكبت غضبك أو تصير إنسان بلا مشاعر. المقصد إنك تعرف إن ردود الفعل العاطفية السريعة ممكن يكون لها تبعات دايمة، وغالبًا سلبية، تغطي على سبب غضبك الأصلي اللي كان له مبرر.
لما تفقد أعصابك، حتى لو شايف إنك “على حق”، هالشي ممكن يفتح عليك أبواب مشاكل مالها أول من تالي. ممكن يخرب علاقاتك مع فريق العمل، ويخليهم مترددين يصارحونك بالمشاكل في المستقبل، أو يخلق جو من الخوف بدل التعاون. ممكن يخلي العملا أو المسؤولين الكبار يفقدون الثقة في قيادتك وفي هدوءك وقدرتك على إدارة الأمور. الإنتاجية تتأثر بشكل كبير لأن التركيز يتحول من حل المشكلة إلى محاولة لملمة الوضع بعد الانفجار العاطفي. وعلى المدى الطويل، إذا تكررت هذي المواقف، ممكن تخلق بيئة عمل مشحونة وغير صحية، وتقلل من معنويات الموظفين، وتزيد من التسرب الوظيفي، وفي النهاية، تشوه سمعتك وسمعة فريقك.
طيب، وش البديل لما تواجه موقف فعلاً يستفزك ويثير غضبك؟
قوة “لحظة صمت”: سلاحك الاستراتيجي
المرة الجاية اللي تحس فيها إن الغضب بدأ يزيد، أهم خطوة هي إنك توقف لحظة. هذي الوقفة البسيطة قبل ما ترد هي اللي غالباً تحدد إذا بتكسب الجولة أو تخسرها. هي اللي تعطيك المساحة عشان تنتقل من ردة فعل عاطفية مندفعة إلى استجابة مدروسة واستراتيجية.
ارجع خطوة وقَيّم الوضع: خلال هذي الوقفة، ابعد شوي عن الموقف، سواء فعلياً أو حتى بس بعقلك. هالشي يعطيك مسافة نفسية تخليك تشوف الأمور بشكل أوضح وأكثر موضوعية.
اسأل نفسك السؤال الذهبي: أهم شي، اسأل نفسك: “هل ردة الفعل هذي بتقربني من الشي اللي أنا أبغاه فعلاً؟” هذا هو المقياس. إذا كان هدفك هو حل المشكلة، أو فريق متحمس، أو مفاوضات ناجحة، أو مشروع يخلص في وقته، هل نوبة الغضب بتخدم هالهدف؟ في أغلب الأحيان، الجواب بيكون لا، وبقوة.
روّق، بعدين اختار ردك: إذا كان جوابك على هالسؤال المهم هو “لا”، أجل انتظر. عط نفسك وقت تهدا فيه. يمكن تحتاج تأجل النقاش، أو تاخذ لفة بسيطة، أو حتى تسوي تمرين تنفس سريع. الهدف إنك تخلي فورة المشاعر الأولى تخف عشان تقدر تفكر بوضوح. بعد ما تهدا، وقتها تقدر تختار ردة فعل تدفعك لقدام، بدل ردة فعل تخليك تقعد تصلح الخراب اللي صار بسببها. وهالشي ممكن يكون عن طريق:
- التواصل الحازم، مو العدواني: وضح مخاوفك بهدوء، وأثر الموقف، والتغييرات المطلوبة، بدون ما توجه اتهامات أو تلوم أحد.
- التركيز على المشكلة، مو على الشخص: افصل بين الموضوع نفسه وبين الأشخاص المعنيين، هالشي يفتح مجال لحوار بنّاء أكثر.
- الاستماع الفعّال (اسمع زين): تأكد إنك فهمت وجهات النظر الثانية قبل ما تجهز ردك. أحيانًا سوء الفهم هو أساس المشكلة.
- البحث عن حلول بشكل جماعي: شارك الطرف الثاني في إيجاد مخرج للمشكلة. هالشي ممكن يحول نقطة الخلاف لفرصة للتعاون وحل المشكلة سوا.
- إعادة تقييم الموقف: حاول تشوف الموضوع من زوايا مختلفة عشان تلقى طريقة تعامل أكثر إنتاجية.
الكسبان هو اللي يقدر يتجنب الحركات الغلط في الوقت الصح!
في النهاية، القيادة الفعالة مو بس إنك تاخذ قرارات استراتيجية عبقرية. بنفس الأهمية، لازم تتجنب القرارات الغلط. ردة الفعل العاطفية اللي بدون تحكم، مهما كان لها مبرر في وقتها، تراها في الغالب قرار غلط. تخليك تفقد السيطرة، وتهز مصداقيتك، وتخلق عقبات مالها داعي.
لما تتقن فن “لحظة الصمت”، ولما تسأل نفسك دايم إذا ردة فعلك بتخدم أهدافك الكبيرة، ولما تختار ردة الفعل اللي تدفعك للأمام، وقتها بتحول لحظات الخلاف المحتملة لفرص تقوي فيها قيادتك وتحقق نجاح مستدام أكثر. نشوة التنفيس عن الغضب لحظتها ما تقارن أبدًا بالكسب الحقيقي اللي تحققه لما توصل لأهدافك وعلاقاتك ممتازة وسمعتك في مكانها الصحيح.